❗خاص❗ ❗️sadawilaya❗
يكتبها : محمد علي الحريشي
اليمن
مرت يوم أمس «الجمعة 27 أيلول/سبتمبر» الذكرى السنوية، لإستشهاد المجاهد السيد حسن نصر الله الأمين العام الأسبق لحزب الله اللبناني رضوان الله عليه، فهل حقق العدو الأمريكي والصهيوني أهدافهم الخبيثة من إغتيال سيد المقاومة؟.
لم تكن الأهداف الأمريكية والصهيونية من تصفية المجاهد الشهيد حسن نصر الله رضوان الله عليه، تقتصر على القضاء عليه كشخص قيادي كاريزمي مؤثر في سير الأحداث، على مستوى لبنان وعلى مستوى المنطقة، أو إضعاف مقاومة حزب الله فقط، بقدر ماكانت الأهداف الأمريكية والصهيونية الخبيثة، تتخطى الجغرافية اللبنانية إلى مدى أوسع، لتشمل كل جغرافيا قوى محور الجهاد والمقاومة، ولم يكن مخطط تصفية السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه، منفصلاً عن مخطط القضاء على النظام والدولة السورية، وقصف المنشاءات النووية في إيران وتصفية قياداتها وخلق الفتنة داخل الشعب الإيراني، وشن العدوان الأمريكي على اليمن، بهدف القضاء على أنصار الله وتفتيت الدولة والوحدة اليمنية، والقضاء على القضية الفلسطينية وهزيمة حركات المقاومة الإسلامية الفلسطينية، كل تلك المخططات والسيناريوهات كانت مترابطة ومتزامنة وفق جداول زمنية محددة، فالمخططات تقف خلفها المخابرات الأمريكية خدمة للصهيونية والماسونية، وخدمة لمشاريع الهيمنة الأمريكية على منطقة الشرق الأوسط وعلى العالم، الغدة السرطانية المسمى ب«إسرائيل» هي أداة أمريكية وقاعدة غربية صليبية متقدمة تنفذ المخططات المعادية ، ومال النفط الخليجي«السعودية-الإمارات- قطر» هو الذي يمول كل المخططات والسيناريوهات الأمريكية في المنطقة.
السيد الشهيد القائد حسن نصر الله، هو الذي أفشل مشروع «الشرق الأوْسط الأمريكي الجديد» في المنطقة، وكسر شوكته، أثناء الحرب الأمريكية والصهيونية على لبنان عام 2006، لأن المقاومة اللبنانية هزمت حرب «الجيل الخامس الأمريكية» في تلك المعركة، التي كانت تعتبر حرب القرن الواحد والعشرين ، كانت الإدارة الأمريكية تراهن بذلك النوع من الحروب الحديثة والمركبة للسيطرة على العالم، فالجيل الخامس من الحروب هو الأحدث في تاريخ الحروب، وهو حرب مركبة معقدة حديثة، تستخدم أحدث أنواع الأسلحة الموجه عبر الأقمار الصناعية، وتصيب الأهداف بدقة عالية، وتدار عبر غرف قيادة وعمليات وسيطرة، مزودة بأحدث الأجهزة العلمية القيادية،وفيها تطلق الأسلحة من مسافات بعيدة، فهي حرب تتجمع فيها أنواع عديدة من الحروب، مثل حرب الدعاية الإعلامية، والحرب النفسية، والحرب الإقتصادية، والحرب السياسية، وتستخدم أسلحة ذات تدمير واسع وكبير، وغيرها من مميزات وخصائص حرب الجيل الخامس، الذي عكفت عليه القيادات العسكرية ومراكز الأبحاث العسكرية وأجهزة المخابرات الأمريكية عدة سنوات، وسخرت لها إمكانيات كبيرة بمئات المليارات من الدولارات.
بدأت أمريكا بإستخدام حرب الجيل الخامس، في العدوان على أفغانستان، بعد مايسمى «بالهجمات الإرهابية على برجي التجارة العالميين في مانهاتن بنيويورك»، تلك الحرب التي أعلن وبشر بها الرئيس الأمريكي الأسبق «جورج بوش الإبن» ، التي قال عنها؛ «هي حرب صليلية ضد الإسلام والمسلمين»، وأعلن فيها «من لم يكن معنا في الحرب على الإرهاب (الإسلام) فهو ضدنا» ومن يومها أصطفت أنظمة الخنوع والعمالة الخليجية، إلى مشروع الحروب الأمريكية القادمة، التي لن تتوقف حتى تصبح أمريكا مسيطرة على العالم، حققت حرب الجيل الخامس الأمريكية في بداياتها، نجاحات في أفغانستان والعراق وليبيا ويوغسلافيا، لكن تلك الحرب تدحرجت وتهاوت تحت أقدام مجاهدي مقاومة حزب الله في لبنان «عام 2006»، كان لصوت السيد حسن نصر الله المجلجل وخطاباته القوية، العامل الكبير في إفشال «حرب الجيل الخامس»، لأن من أهم مظاهر وعوامل حروب الجيل الخامس هو الحرب الإعلامية، كان لخطابات السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه، أثناء تصدي مقاومة حزب الله للعدوان الإمريكي والصهيوني، الذي إستمر 42 يوما، العامل الكبير في إفشال الحرب الإعلامية والدعائية الأمريكية والصهيونية، تم بفضل الله سبحانه وتعالى وبخطابات السيد حسن نصر الله وقيادته الحكيمة للمعركة وبفضل ثبات وصبر مجاهدي المقاومة اللبنانية، إفشال الدعاية الإعلامية الكبيرة، التي شنتها وسائل وأدوات الدعاية الإعلامية الأمريكية والصهيونية والخليجية الموجه، مثل قنوات «الجزيرة والعربية والحدث وسكاي نيوز» وغيرها من القنوات، فلم تؤثر الحرب الدعائية والاعلامية، في نفوس المجاهدين من مقاومة حزب الله، وكان لسلاح القوات الصاروخية للمقاومة اللبنانية، الأثر الكبير في هزيمة كيان العدو الصهيوني، عندما دكت تلك الصواريخ عمق المستعمرات والمستوطنات الصهيونية في شمال فلسطين المحتلة، لذلك فشلت حرب الجيل الخامس الأمريكية، وتلقت هزيمة ساحة على أيدي رجال المقاومة الإسلامية في لبنان.
لذلك كان الحقد الأمريكي والصهيوني عظيم على السيد حسن نصر الله، فهو الذي أفشل مشروع الشرق الأوْسط الأمريكي الجديد في المنطقة، هذا الذي اورده عصر أمس الجمعة، السيد القائد عبد الملك الحوثي يحفظه، الله في خطابه الذي ألقاه بمناسية الذكرى السنوية الأولى، لإستشهاد سيد المقاومة وشهيد الأمة الإسلامية والقدس الشريف، السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه، حيث قال السيد عبدالملك الحوثي: ( بعد النصر الكبير في حرب 2006 على لبنان سقط مشرع «الشرق الأوْسط الجديد» وتهاوى تحت أقدام المجاهدين)، تلك العبارات التي أوردها السيد القائد عبد الملك الحوثي يحفظه الله، لخصت الحقائق العسكرية، التي تمخضت عنها معركة العدو الأمريكي والصهيوني الفاشلة على لبنان عام 2006،لأن تلك المعركة لم تقض على حرب الجيل الخامس فحسب بل قضت عليها في الحروب التالية، كان للمقاومة اللبنانية وللسيد القائد الشهيد حسن نصر الله رضوان الله عليه، فضل السبق في هزيمة الحرب الأمريكية الحديثة.
لن تموت مقاومة حزب الله ولن تتراجع، مثل مايحلم بذلك الأمريكي والصهيوني والخليجي، ولن تتزحزح قيد أنملة عن خطها المقاوم، الذي رسمه السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه، ورسمه من كان قبله من القادة المؤمنين المجاهدين الشهداء، أمثال السيد المجاهد الشهيد عباس الموسوي، والإمام موسى الصدر وغيرهم رضوان الله عليهم،الذين يعتبرون الإمتداد للخط الجهادي الذي رسمه سيد الشهداء الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، سلام الله عليه. هاهي الذكرى السنوية الأولى لإستشهاد سيد المقاومة، تمر دون ان يحقق العدو الأمريكي والصهيوني والخليجي فيها أهدافهم، بالقضاء على المقاومة الإسلامية في لبنان، سوف تبوء كل محاولات نزع سلاح حزب الله بالفشل، فلم تكن فترة عام من تاريخ إستشهاد السيد حسن نصر الله، غير مرحلة أعاد فيها حزب الله بناء هياكله التنظيمية والعسكرية، ورتب فيها صفوفه ليبرز إلى الواجهة، هذا ما أكد عليه الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، في خطابه يوم أمس الجمعة بمناسبة الذكرى السنوية الأولى، لإستشهاد سيد المقاومة وشهيد الأمة الإسلامية، السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه، فالمقاومة باقية وستضل باقية، وسوف تنمو وتتعاظم بقوة الله وبهمة المجاهدين البواسل، رغم أنف أعداء الأمة من اليهود والنصارى والمنافقين.